کد مطلب:241329
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:253
ان الله لم ینزل داء الا أنزل له دواء
ما روی عن الرسول و أهل بیته علیهم السلام بشمولیة الطب و لزوم التداوی:
قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم: تداووا، فان الذی أنزل الداء أنزل الدواء.
و قال صلی الله علیه و آله و سلم: ما أنزل الله من داء الا أنزل له شفاء.
و قال صلی الله علیه و آله و سلم: ما خلق الله داء الا و خلق له دواء الا السام.
عن الصادق علیه السلام: أن نبیا من الأنبیاء مرض، فقال: لا أتداوی، حتی یكون الذی أمرضنی هو الذی یشفینی. أوحی الله تعالی الیه: لا أشفیك حتی تتداوی، فان الشفاء منی.
قال أمیرالمؤمنین علیه السلام: لكل علة دواء.
و قال علیه السلام: عجبت لمن عرف دواء دائه فلا یطلبه و ان وجده لم یتداو به.
أهمیة الطب فی حیاة الانسان:
ان أهمیة الطب تعود الی حاجة الناس الیه، سواء صغیرهم أو كبیرهم، ذكرهم أو أنثاهم، فالطب هو الذی یحفظ البدن، و یدفع عنه غوائل المرض و أنواع السقم، بل هو العلم الذی یدفع عن الانسان البؤس والشقاء والتعاسة، و یجلب له الراحة والطمأنینة والسرور.
و قد اهتم دیننا الحنیف بالطب اهتماما بالغا، و أرشد الی الاعتناء بالصحة و حفظها، فقد ورد ذلك فی القرآن الكریم و السنة المطهرة، و كذلك فان حفظ الصحة هو الجوهر الثانی من مقاصد الشریعة.
فقد أوضح البیان الالهی أن لا تعارض بین التداوی و قواعد الشرع الاسلامی، فجاءت آیات كثیرات تقرر أمورا مختلفة من الأمور الطبیة كالوقایة والحمیة.
فقال تعالی: (فمن كان منكم مریضا أو علی سفر فعدة من أیام أخر) [البقرة:184]
و قال تعالی: (و ان كنتم مرضی أو علی سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتیمموا صعیدا طیبا) [النساء: 43].
و قال تعالی: (فمن كان منكم مریضا أو به أذی من رأسه ففدیة من صیام أو صدقة أو نسك) [البقرة: 196].
حفظ النفس:
لقد أوجب الاسلام الحفاظ علی النفس، و ما غایة الطب الا ذلك.
الطب فی الاعتبار الشرعی:
لا شك فی أن الطب یعتبر وظیفة شرعیة، واجبا كفائیا، یعاقب الكل علی تركه، و یسقط عنهم بقیام بعضهم به، و یمكن أن یؤید ذلك ب: ما روی عن الصادق علیه السلام، قال: لا یستغنی أهل كل بلد من ثلاثة یفزع الیه فی أمر دنیاهم، و آخرتهم، فان عدموا ذلك كانوا همجا: فقیه عالم ورع، و أمیر خیر مطاع، و طبیب بصیر ثقة.
و ما روی عن أبی عبدالله علیه السلام، قال: كان المسیح علیه السلام یقول: ان التارك شفاء المجروح من جرحه شریك جارحه لا محالة، و ذلك أن الجارح أراد فساد المجروح، و التارك لاشفائه لم یشأ صلاحه، فاذا لم یشأ صلاحه، فقد شاء فساده اضطرارا الخ..
أهمیة الطب اسلامیا:
وعدا عن كون الطب مسؤولیة دینیة تصل الی حد الوجوب الكفائی.. فانه یكفی للتدلیل علی الأهمیة الخاصة لهذا العلم بنظر الاسلام، أنه قد اعتبره و علم الأدیان - و معهما غیرهما، كما فی بعض النصوص - هما العلمان اللذان ینبغی التوجه الیهما، والعمل فی سبیل الحصول علیهما، فعن أمیرالمؤمنین علیه السلام:
العلم علمان: «علم الأدیان، و علم الأبدان».
و عنه علیه السلام: العلم ثلاثة: «الفقه للأدیان، والطب للأبدان، والنحو للسان».
رسالیة الطب:
وعدا عن كون الطب مسؤولیة دینیة، فانه ایضا ضرورة اجتماعیة انسانیة، و رسالة أخلاقیة، و مسؤولیة عقلیة.. ف:
1- هو ضرورة انسانیة اجتماعیة، حیث یفترض فی الانسان أن یساهم فی دفع المسیرة الانسانیة نحو تحقیق أهدافها و تطلعاتها، و آمالها بالسعادة والهناء، و بالوصول الی أعلی مراتب الكمال الانسانی المنشود، حیث تختفی كل عوامل و مظاهر الشقاء، والتعب والعناء.
2- و هو مسؤولیة عقلیة، حیث لابد منه لأجل بقاء النوع الانسانی، و للتخفیف من شقاء و بلاء و آلام هذا الانسان.
3- و هو بالتالی رسالة أخلاقیة.. لا مجال للمراء أو التشكیك فیها، حیث تعبر عن سمو و كمال نفسی یرضی النفوس و یطمئنها و یریحها.. و لأجل ذلك لا نجد أحدا یعذر الطبیب الذی یمتنع عن معالجة مریضه اذا كان یقدر علی ذلك اذا تعلل أو بقلة ما یبذل له من مال، و نجد الناس كلهم یعتبرون ذلك الطبیب فاقدا للأخلاق النبیلة والفاضلة.
قال الامام الرضا علیه السلام: ان الله عزوجل لم یبتل عبده
[ صفحه 24]
المؤمن [1] ببلاء حتی جعل له دواء یعالج به، و لكل صنف من الداء صنف من الدواء، و تدبیر و نعت.
[ صفحه 25]
[1] في نسخة (لم يبتل البدن بداء).